أغارت بنو أبي ربيعة على بني سليط بن يربوع يوم صعفوق، فأصابوا منهم أسرى، فأتى طريف بن تميم العنبري فروة بن مسعود، و هو يومئذ سيد بني أبي ربيعة، ففدى منهم أسرى بني سليط و رهنهم ابنه، فأبطأ عليهم فقتلوا ابنه، فقال:
لا تأمننّ سليمى أن أفارقها # صرمى الظعائن بعد اليوم صعفوق [2]
أعطيت أعداءه طوعا برمّته # ثم انصرفت و ظني غير موثوق
يوم مبايض: لبكر على تميم
قال أبو عبيدة: كانت الفرسان إذا كانت أيام عكاظ في الشهر الحرام و أمن بعضهم بعضا، تقنّعوا كي لا يعرفوا، و كان طريف بن تميم العنبري لا يتقنّع كما يتقنعون، فوافى عكاظ و قد كشفت بكر بن وائل، و كان طريف قتل شراحيل الشيباني أحد بني عمرو بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان، فقال حمصيصة: أروني طريفا. فأروه إياه، فجعل كلما مر به تأمله و نظر إليه ففطن طريف، فقال: مالك تنظر إليّ؟فقال: أترسّمك لأعرفك: فلله عليّ إن لقيتك أن أقتلك أو تقتلني!فقال طريف في ذلك:
أ و كلما وردت عكاظ قبيلة # بعثوا إليّ عريفهم يتوسّم
فتوسّموني إنني أنا ذلكم # شاكي سلاحي في الحوادث معلم [3]
تحتى الأغرّ و فوق جلدي نثرة # زغف تردّ السّيف و هو مثلّم [4]
حولي أسيّد و الهجيم و مازن # و إذا حللت فحول بيتي خضّم [5]