اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 6 صفحة : 59
بمرفقه و جزّ قرونها بسيفه، فألقاها عن عجز فرسه، و خاف قيس أن لا يلحقه فنجله [1] بالرمح في خرابة وركه [2] ، فلم يقصده و عرج منها و ردّ قيس الزرقاء إلى بني الربيع، فقال سوّار بن حيّان المنقري:
و نحن حفزنا الحوفزان بطعنة # تمجّ نجيعا من دم الجوف أشكلا [3]
قال أبو عبيدة: التقت بنو مازن و بنو شيبان على ماء يقال له سفوان فزعمت بنو شيبان أنه لهم، و أرادوا أن يجلوا تميما عنه، فاقتتلوا قتالا شديدا، فظهرت عليهم بنو تميم، و ذادوهم حتى وردوا المحدّث [5] ، و كانوا يتوعّدون بني مازن قبل ذلك، فقال في ذلك و ذاك المازني:
رويدا بني شيبان بعض وعيدكم # تلاقوا غدا خيلي على سفوان
تلاقوا جيادا لا تحيد عن الوغى # إذا الخيل جالت في القنا المتداني
عليها الكماة الغرّ من آل مازن # ليوث طعان كلّ يوم طعان [6]
تلاقوهم فتعرفوا كيف صبرهم # على ما جنت فيهم يد الحدّثان