فلما كان في العام المقبل غزاهم دريد بن الصمّة بالصّلعاء، فخرجت إليه غطفان فقال دريد لصاحبه: ما ترى؟قال أرى خيلا عليها رجال كأنهم الصبيان، أسنتها عند آذان خيلها. قال: هذه فزارة. ثم قال: انظر ما ترى؟قال: أرى قوما كأنّ عليهم ثيابا غمست في الجاديّ [3] . قال: هذه اشجع. ثم قال انظرهما ترى؟قال:
أرى قوما يهزون رماحهم، سودا، يخدّون [4] الأرض بأقدامهم. قال: هذه عبس، أتاكم الموت الزؤام فاثبتوا!فالتقوا بالصلعاء، فكان الظفر لهوازن على غطفان و قتل دريد ذو أب بن أسماء بن زيد بن قارب.
فيه قتل ربيعة بن مكدّم فارس كنانة، و هو من بني فراس بن غنم بن مالك بن كنانة، و هم أنجد العرب، و كان الرجل منهم يعدل بعشرة من غيرهم، و فيهم يقول علي بن أبي طالب لأهل الكوفة: وددت و اللّه أن لي بجميعكم و أنتم مائة ألف ثلاثمائة من بني فراس بن غنم.