اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 6 صفحة : 346
باب ما يجوز أن يكون تأسيسا و ما لا يجوز
إذا كان حرف الالف، الف التأسيس، في كلمة، و كان حرف الروي في كلمة أخرى منفصلة عنها، فليس بحرف تأسيس، لانفصاله من حرف الرويّ و تبعا عده منه، لأن بين حرف الروي و التأسيس حرفا متحركا، و ليس كذلك الردف، لأن الردف قريب من الرويّ ليس بينهما شيء، فهو يجوز ان يكون في كلمة و يكون الروي في كلمة أخرى منفصلة منها، نحو قول الشاعر:
أتته الخلافة منقادة # إليه تجرّر أذيالها
فلم تك تصلح إلاّ له # و لم يك يصلح إلاّ لها
فألف «إلا» ردف و اللام حرف الروي، و هي في كلمة منفصلة من الردف فجاز ذلك، لقرب ما بين الردف و الروي، و لم يجز في التأسيس لتباعده من الروي، نحو قول الشاعر:
فهنّ يعكفن به إذا حجا # عكف النّبيط يلعبون الفنزجا [1]
فلم يجعلها تأسيسا لتباعدها عن الروي و انفصالها منه، و مثله:
و طالما و طالما و طالما # غلبت عادا و غلبت الأعجما
فلم يجعل الألف تأسيسا.
و قد يجوز أن تكون تأسيسا إذا كان حرف الرويّ مضمرا، كما قال زهير:
ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى # من الامر أو يبدو لهم ما بدا ليا
فجعل ألف بدا ليا تأسيسا و هي[في]كلمة منفصلة من القافية لما كانت القافية في مضمر، و كذلك قول الشاعر:
[1] الفنزج: يعني به رقص المجوس، و قيل رقص العجم اذا أخذ بعضهم يد بعض و هم يرقصون.
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 6 صفحة : 346