responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 28

أنا فارس الضحياء عمرو بن عامر # أبى الذّمّ و اختار الوفاء على الغدر [1]

يوم حوزة [2] الأول: لسليم على غطفان‌

قال أبو عبيدة: كان بين معاوية بن عمرو بن الشريد و بين هاشم بن حرملة أحد بني مرة بن غطفان، كلام بعكاظ، فقال معاوية: لوددت و اللّه أني قد سمعت بظعائن‌ [3] يندبنك!فقال هاشم: و اللّه لوددت أني قد ترّبت الرطبة-و هي جمة [4]

معاوية، و كانت الدهر تنظف ماء و دهنا و إن لم تدهن-فلما كان بعد[حين‌]تهيأ معاوية ليغزو هاشما، فنهاه أخوه صخر فقال: كأني بك إن غزوتهم علق بجمتك حسك العرفط [5] . فقال: فأبى معاوية و غزاهم يوم حوزة فرآه هاشم بن حرملة قبل أن يراه معاوية، و كان هاشم ناقها من مرض أصابه، فقال لأخيه دريد بن حرملة:

إن هذا إن رآني لم آمن أن يشدّ عليّ. و أنا حديث عهد بشكيّة [6] ، فاستطرد له دوني حتى تجعله بيني و بينك. ففعل، فحمل عليه معاوية و أردفه هاشم فاختلفا طعنتين، فأردى معاوية هاشما عن فرسه الشماء، و أنفذ هاشم سنانه من عانة معاوية. قال: و كرّ عليه دريد فظنه قد أردى هاشما، فضرب معاوية بالسيف فقتله، و شد خفاف بن عمير على مالك بن حارث الفزاري قال: و عادت الشماء فرس هاشم حتى دخلت في جيش بني سليم فأخذوها و ظنوها فرس الفزاري الذي قتله خفاف، و رجع الجيش حتى دنوا من صخر أخي معاوية، فقالوا: أنعم صباحا أبا حسان!قال: حيّيتم بذلك، ما صنع معاوية؟قالوا: قتل!قال: فما هذه الفرس؟قالوا: قتلنا صاحبها!قال: إذا قد أدركتم ثأركم، هذه فرس هاشم بن حرملة.

قال: فلما دخل رجب، ركب صخر بن عمرو الشماء صبيحة يوم حرام، فأتى بني


[1] الضحياء: فرس عمرو بن عامر جدّ خداش‌

[2] حوزة: واد بالحجاز

[3] ظعائن: جمع ظعينة، و هي المرأة ما دامت في الهودج‌

[4] الجمة: مجتمع شعر الرأس‌

[5] العرفط: شجر من العضاة

[6] الشكية: البقية من الشي‌ء، أو ما يشتكى منه‌

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 28
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست