قال أبو عبيدة: كان بين معاوية بن عمرو بن الشريد و بين هاشم بن حرملة أحد بني مرة بن غطفان، كلام بعكاظ، فقال معاوية: لوددت و اللّه أني قد سمعت بظعائن [3] يندبنك!فقال هاشم: و اللّه لوددت أني قد ترّبت الرطبة-و هي جمة [4]
معاوية، و كانت الدهر تنظف ماء و دهنا و إن لم تدهن-فلما كان بعد[حين]تهيأ معاوية ليغزو هاشما، فنهاه أخوه صخر فقال: كأني بك إن غزوتهم علق بجمتك حسك العرفط [5] . فقال: فأبى معاوية و غزاهم يوم حوزة فرآه هاشم بن حرملة قبل أن يراه معاوية، و كان هاشم ناقها من مرض أصابه، فقال لأخيه دريد بن حرملة:
إن هذا إن رآني لم آمن أن يشدّ عليّ. و أنا حديث عهد بشكيّة [6] ، فاستطرد له دوني حتى تجعله بيني و بينك. ففعل، فحمل عليه معاوية و أردفه هاشم فاختلفا طعنتين، فأردى معاوية هاشما عن فرسه الشماء، و أنفذ هاشم سنانه من عانة معاوية. قال: و كرّ عليه دريد فظنه قد أردى هاشما، فضرب معاوية بالسيف فقتله، و شد خفاف بن عمير على مالك بن حارث الفزاري قال: و عادت الشماء فرس هاشم حتى دخلت في جيش بني سليم فأخذوها و ظنوها فرس الفزاري الذي قتله خفاف، و رجع الجيش حتى دنوا من صخر أخي معاوية، فقالوا: أنعم صباحا أبا حسان!قال: حيّيتم بذلك، ما صنع معاوية؟قالوا: قتل!قال: فما هذه الفرس؟قالوا: قتلنا صاحبها!قال: إذا قد أدركتم ثأركم، هذه فرس هاشم بن حرملة.
قال: فلما دخل رجب، ركب صخر بن عمرو الشماء صبيحة يوم حرام، فأتى بني