اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 6 صفحة : 254
لنا عبرات بعدكم تبعث الأسى # و أنفاس حزن جمّة و زفير
ألا ليت شعري بعدنا هل بكيتم # فأمّا بكائي بعدكم فكثير
قال أبو أحمد: فلم يكن لي همّ غيرها حتى قفلت [1] من غزاتي.
مروان و جارية له:
و كتب مروان بن محمد و هو منهزم نحو مصر إلى جارية له خلفها بالرّملة:
و ما زال يدعوني إلى الصّدّ ما أرى # فأنأى و يثنيني الذي لك في صدري [2]
و كان عزيزا أنّ بيني و بينها # حجابا فقد أمسيت منك على عشر
و أنكاهما و اللّه للقلب فاعلمي # إذا ازددت مثليها فصرت على شهر
و أعظم من هذين و اللّه أنّني # أخاف بأن لا نلتقي آخر الدّهر
سأبكيك لا مستبقيا فيض عبرة # و لا طالبا بالصّبر عاقبة الصّبر
ابن بكار و رجل بالثغر:
الزبير بن بكار قال: رأيت رجلا بالثغر [3] و عليه ذلة و استكانة و خضوع، و كان يكثر التنفس، و يخفي الشكوى، و حركات الحب لا تخفى؛ فسألته و قد خلوت به فقال و قد تحدّر دمعه: