اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 6 صفحة : 253
يا أخلاّي إنّ قلبي و إن با # ن، من الشوق عندكم حيث كنتم
فإذا ما أبى الإله اجتماعا # فالمنايا عليّ وحدي و عشتم
أخذت هذا المعنى من قول حاتم:
إذا ما أتى يوم يفرّق بيننا # بموت، فكن أنت الذي تتأخّر
فلم يباشر لذة بعد كتابها، حتى رضي عنه المتوكل و صرفه إلى أحسن حالاته.
المعتز و جارية لابن رجاء:
الزبيري قال: حدثني ابن رجاء الكاتب قال: أخذ مني الخليفة المعتز جارية كنت أحبها و تحبني؛ فشربا معا في بعض الليالي، فسكر قبلها، و بقيت وحدها و لم تبرح من المجلس هيبة له، فذكرت ما كنا فيه من أيامنا، فأخذت العود فغنت عليه صوتا حزينا من قلب قريح و هي تقول:
لا كان يوم الفراق يوما # لم يبق للمقلتين نوما
شتّت منّي و منك شملا # فسرّ قوما و ساء قوما
يا قوم من لي بوجد قلب # يسومني في العذاب سوما
ما لامني الناس فيه إلا # بكيت كيما أزاد لوما
فلما فرغت من صوتها رفع المعتز رأسه إليها و الدموع تجري على خديها كالفرند [1] انقطع سلكه فسألها عن الخبر و حلف لها أن يبلغها أملها، فأعلمته القصة فردها إليّ و أحسن إليها، و ألحقني في ندمائه و خاصته.
أبو أحمد و جارية له:
و كان لأبي أحمد صاحب حرب المعتمد جارية، فكتبت إليه و هو مقيم على العلوي بالبصرة تقول: