اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 6 صفحة : 252
شغلت بتغييض الدّموع شمالها # و يمينها مشغولة بعناق
قال: فكتبت إليّ في طومار [1] كبير ليس فيه إلا: بسم اللّه الرحمن الرحيم، [في أوّله]و في آخره: يا كذاب، و سائر الكتاب أبيض، قال: فوجهت الكتاب إلى ذي الرئاستين الفضل بن سهل. و كتبت إليها كتابا على نحو ما كتبت، ليس فيه إلا: بسم اللّه الرحمن الرحيم، في أوله، و في آخره أقول:
فودّعتها يوم التفرّق ضاحكا # إليها و لم أعلم بأن لا تلاقيا
فلو كنت أدري أنه آخر اللّقا # بكيت و أبكيت الحبيب المصافيا
قال: فكتبت إليّ كتابا آخر ليس فيه إلا: بسم اللّه الرحمن الرحيم، في أوله، و في آخره: أعيذك باللّه أن يكون ذلك!فوجهته إلى ذي الرئاستين الفضل بن سهل فأشخصني [2] إلى بغداد و صيّرني إلى ديوان الضياع.
ابن يحيى و جاريتان:
محمد بن يزيد الرّبعي عن الزبير عن عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل قال:
إنه لما نفاه المتوكل إلى جزيرة أقريطش [3] فطال مقامه بها، تمتّع بجارية رائعة الجمال بارعة الكمال، فأنسته ما كان فيه من رونق الخلافة و تدبيرها، و كان قبل ذلك متيّما بجارية خلفها بالعراق، فسلا عنها؛ فبينما هو مع الأقريطشيّة في سرور و حبور، يحلف لها أنه لا يفارق البلد ما عاش، إذ قدم عليه كتاب جاريته من العراق و فيه مكتوب:
كيف بعدي لا ذقتم النوم أنتم # خبروني مذ بنت عنكم و بنتم [4]
بمراض الجفون من خرّد العين # و ورد الخدود بعدي فتنتم [5]