اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 6 صفحة : 251
و تلقى العاشقين لهم جسوم # براها الشوق لو نفخوا لطاروا
و مثله من قولنا:
لم يبق من جثمانه # إلا حشاشة مبتئس
قد رق حتى ما يرى # بل ذاب حتى ما يحس
و قال الحسن بن هانئ في هذا المعنى، فأربى على الأوّلين و الآخرين:
يا من تموت عمدا # فكان للعين أملى
و في الشّعوثة أربى # فكان أشهى و أحلى
أردت أن تزدريك # العيون هيهات كلاّ
يا عاقد القلب مني # هلاّ تذكّرت خلا
تركت مني قليلا # من القليل أقلاّ
يكاد لا يتجزّا # أقلّ في اللفظ من لا
و لأبي العتاهية:
تلاعبت بي يا عتب ثم حملتني # على مركب بين المنية و السّقم
ألا في سبيل اللّه جسمي و قوّتي # ألا مسعد حتى أنوح على جسمي
و له:
لم تبق مني إلا القليل و ما # أحسبها تترك الذي بقيا
قولهم في التوديع
ابن حميد و جارية له:
قال سعيد بن حميد الكاتب و كان على الخراج بالرقة: و دعت جارية لي تسمى شفيعا و أنا أضحك و هي تبكي، و أقول لها: إنما هي أيام قلائل!قالت: إن كنت تقدر أن تخلف مثل شفيع فنعم!فلما طال بي السفر و اتصلت بي الأيام كتبت إليها كتابا، و في أسفله:
ودّعتها و الدّمع يقطر بيننا # و كذاك كلّ ملذّع بفراق
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 6 صفحة : 251