responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 237

باب ما غلط فيه على الشعراء

و أكثر ما أدرك على الشعراء له مجاز و توجيه حسن، و لكن أصحاب اللغة لا ينصفونهم، و ربما غلطوا عليهم و تأوّلوا غير معانيهم التي ذهبوا إليها؛ فمن ذلك قول سيبويه و استشهد ببيت في كتابه في إعراب الشي‌ء على المعنى لا على اللفظ و أخطأ فيه:

معاوي إنّنا بشر فأسجح # فلسنا بالجبال و لا الحديدا [1]

كذا رواه سيبويه على النصب، و زعم أن إعرابه على معنى الخبر الذي في «ليس» ، و إنما قاله الشاعر على الخفض، و الشعر كله مخفوض، فما كان يضطره أن ينصب هذا البيت و يحتال على إعرابه بهذه الحيلة الضعيفة، و إنما الشعر:

معاوي إنّنا بشر فأسجح # فلسنا بالجبال و لا الحديد

أكلتم أرضنا فجردتموها # فهل من قائم أو من حصيد

أ تطمع في الخلود إذا هلكنا # و ليس لنا و لا لك من خلود

فهبنا أمّة هلكت ضياعا # يزيد أميرها و أبو يزيد

و نظير هذا البيت ما ذكره في كتابه أيضا و احتج به في باب النون الخفيفة:

ثبتّم ثبات الخيزرانيّ في الثّرى # حديثا متى ما يأتك الخير ينفعا [2]

و هذا البيت للنجاشي، و قد ذكره عمرو بن بحر الجاحظ في فخر قحطان على عدنان في شعر كله مخفوض و هو:

أيا راكبا إمّا عرضت فبلّغن # بني عامر عنّي يزيد بن صعصع

ثبتّم ثبات الخيزراني في الثّرى # حديثا متى ما يأتك الخير ينفع‌


[1] أسجح: أحسن العفو و تكرم.

[2] الثرى: الأرض‌

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 237
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست