قولهم في تذكير المؤنث و تأنيث المذكر
قال مالك بن أسماء بن خارجة الفزاري في شعره الذي أوله:
حبّذا ليلنا بتلّ بونا [1] # و مررنا بنسوة عطرات
و سماع و قرقف فنزلنا [2] # ما لهم لا يبارك اللّه فيهم
حين يسألن منحنا ما فعلنا
و قال آخر، و قد استشهد به سيبويه في كتابه:
فلا ديمة ودقت ودقها # و لا أرض أبقل إبقالها [3]
فذكّر الأرض.
و قال نصيب:
إنّ السّماحة و المروءة ضمّنا # قبرا بمرو على الطريق الواضح
و قالت أعرابية:
قامت تبكّيه على قبره # من لي من بعدك يا عامر [4]
تركتني في الدار و حشية # قد ذلّ من ليس له ناصر
و قال أبو نواس:
كمن الشّنان فيه لنا # ككمون النار في حجره [5]
و إنما ذكرت هذا الباب في كتاب الشعر، لاحتياج الشاعر إليه في شعره و اتساعه فيه.
[1] تل بونا: من قرى الكوفة.
[2] القرقف: الخمر، و هو اسم لها.
[3] الودق: المطر شديدة و لينة، و ودقت: قطرت.
[4] عامر، هو ابنها.
[5] الشنآن: المبغض.