اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 6 صفحة : 232
أراك اليوم قد أحدثت شوقا # و هاج لك الهوى داء دفينا
و كنت زعمت أنك ذا عزاء # إذا ما شئت فارقت القرينا
بعيشك هل رأيت لها رسولا # فشاقك أم لقيت لها خدينا؟ [1]
فقلت: شكا إليّ أخ محبّ # كبعض زماننا إذ تعلمينا
فقصّ عليّ ما يلقى بهند # يذكّر بعض ما كنّا نسينا
و ذو القلب المصاب و إن تعزّى # مشوق حين يلقى العاشقينا
ثم ذكر يمينه، فاستغفر اللّه، و أعتق رقبة لكل بيت.
الأخطل و الأعور بن بنان
دعا الاعور بن بنان التغلبيّ الاخطل الشاعر إلى منزله، فأدخله بيتا قد نجد بالفرش الشريفة و الوطاء العجيب، و له امرأة تسمى برّة في غاية الحسن و الجمال؛ فقال له: أبا مالك، إنك رجل تدخل على الملوك في مجالسهم؛ فهل ترى في بيتي عيبا؟ فقال له: ما أرى في بيتك عيبا غيرك!فقال له: إنما اعجب من نفسي إذ كنت أدخل مثلك بيتي!اخرج عليك لعنة اللّه!فخرج الاخطل و هو يقول:
و كيف يداويني الطّبيب من الجوى # و برّة عند الاعور بن بنان
و يلصق بطنا منتن الريح مجرزا # إلى بطن خود دائم الخفقان [2]