responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 224

اسقني حتى تراني مائلا # و ترى عمران ديني قد خرب‌

قال: يا مسرور، أيّ شي‌ء معك؟قال: ألف درهم. قال: ادفعها للاصمعي.

ابن داود و يهودي‌

كان يصحب علي بن داود الهاشمي يهودي ظريف مؤنس أديب شاعر أريب‌ [1] ، فلما أراد الحج أراد ان يستصحبه فكتب إليه اليهودي يقول:

إني أعوذ بداود و حفرته # من أن أحجّ بكرة يا ابن داود

نبئت أنّ طريق الحجّ مصردة # عن النّبيذ و ما عيشي بتصريد [2]

و اللّه ما فيّ من اجر فتطلبه # فيما علمت و لا ديني بمحمود

أما أبوك فذاك الجود يعرفه # و أنت أشبه خلق اللّه بالجود

كأنّ ديباجتي خدّيه من ذهب # إذا تعصب في أثوابه السّود

السويقي في ضر ناله‌

حدث أبو اسحاق يحيى بن محمد الحواري، قال: سمعت شيخا من اهل البصرة يقول: قال ابراهيم السويقي مولي المهالبة: تتابعت عليّ سنون ضيّقة، و ألحّ عليّ العسر و كثرة العيال و قلّة ذات اليد؛ و كنت مشتهرا بالشعر أقصد به الإخوان و أهل الاقدار و غيرهم، حتى جفاني كلّ صديق، و ملّني من كنت أقصده؛ فأضرّ بي ذلك جدا؛ فبينما أنا ذات يوم جالس مع امرأتي في يوم شديد البرد، إذ قالت: يا هذا، قد طال علينا الفقر، و أضر بنا الجهد؛ و قد بقيت في بيتي كأنك زمن‌ [3] ، هذا مع كثرة الولد؛ فأخرج عني و اكفني نفسك، و دعني مع هؤلاء الصبيان أقوم بهم مرة و أقعد بهم أخرى. و ألحّت عليّ في الخصومة، و قالت لي: يا مشئوم، تعلمت صناعة لا تجدي


[1] الأريب: الماهر البصير.

[2] مصردة: مبعده و منهية. و التصريد: التقليل.

[3] زمن: ضعيف.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 224
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست