responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 222

أ سيّدتي هاتي-فديتك-ما جرمي # فأنزل فيما تشتهين من الحكم

كفاك بحقّ اللّه ما قد ظلمتني # فهذا مقام المستجير من الظلم‌

و قيل لصريع الغواني: أنشدنا فأنشأ يقول:

قد اطّلعت على سرّي و إعلاني # فاذهب لشأنك ليس الجهل من شاني

إنّ التي كنت أرجو قصد سيرتها # أعطت رضا و أطاعت بعد عصيان‌

ثم قيل للحسن بن هانئ: أنشدنا. فأنشد:

يا ابنة الشيخ اصبحينا # ما الذي تنتظرينا

قد جرى في عوده الما # ء فأجري الخمر فينا

قيل: هذا الهزل. فهات الجد. فأنشأ:

لمن طلل عاري المحلّ دفين # عفا عهده إلا روائم جون‌ [1]

كما افترقت عند المبيت حمائم # غريبات ممسى ما لهنّ و كون‌ [2]

ديار التي أمّا جنى رشفاتها # فخلو و أما مسّها فيلين

و ما أنصفت، أمّا الشّحوب فظاهر # بوجهي، و أما وجهها فمصون‌

فقام صريع الغواني يجر ذيله، و خرج و هو يقول: إن هذا مجلس ما جلسته أبدا.

الرشيد و المأمون في الصلاة على موتي‌

هشام بن عبد الملك الخزاعي قال: كنا بالرّقة مع هارون الرشيد، فكتب إليه صاحب الخبر بموت الكسائي، و إبراهيم الموصلي، و العباس بن الاحنف، في وقت واحد؛ فقال لابنه المأمون: اخرج فصلّ عليهم. فخرج المأمون في وجوه قواده و أهل خاصته، و قد صفّوا له. فقالوا له: من ترى أن يقدم؟قال: الذي يقول:

يا بعيد الدّار عن وطنه # هائما يبكي على شجنه‌ [3]


[1] الروائم: جمع الرئم: و هو الظبي الخالص البياض.

[2] و كون: جمع واكن و واكنة: و هي، من الطير، التي تحضن بيضها.

[3] الشجن: الهم و الحزن.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 222
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست