responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 219

طاب ريحها؟أ لا قلت كما قال عمك امرؤ القيس:

أ لم ترياني كلما جئت طارقا # وجدت بها طيبا و إن لم تطيّب‌

عبد الملك و كثير

سمر عبد الملك بن مروان ذات ليلة و عنده كثيّر عزة، فقال له: أنشدني بعض ما قلت في عزة. فأنشده إلى هذا البيت:

هممت و همّت، ثم هابت وهبتها # حياء، و مثلي بالحياء حقيق‌

فقال له عبد الملك: أما و اللّه لو لا بيت أنشدتنيه قبل هذا لحرمتك جائزتك!قال: و لم يا أمير المؤمنين؟قال: لأنك شركتها معك في الهيبة، ثم استأثرت بالحياء دونها. قال: فأي بيت عفوت عني به يا امير المؤمنين؟قال قولك:

دعوني لا أريد بها سواها # دعوني هائما فيمن يهيم‌

و مما أدرك على الحسن بن هانئ قوله في وصف الاسد حيث يقول:

كأنما عينه إذا التفتت # بارزة الجفن عين مخنوق‌

و إنما يوصف الاسد بغئور العينين، كما قال العجاج:

كأن عينيه من الغئور # قلتان حوجلتا قارور [1]

و قال أبو زبيد:

كأن عينيه نقباوان في حجر

و من قولنا في وصف الاسد ما هو أشبه به من هذا:

و لربّ خافقة الذوائب قد غدت # معقودة بلوائه المنصور

يرمي بها الآفاق كلّ شرنبث # كفاه غير مقلم الأظفور [2]

ليث تطير له القلوب مخافة # من بين همهمة له و زئير


[1] الحوجلتان: القارورتان.

[2] الشرنبث: الغليظ الكفين.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 219
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست