responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 217

تصطك ألحيها على دلائها # تلاطم الأزد على عطائها [1]

حتى انتهى إلى قوله:

تجرّ بالأهون من إدنائها # جرّ العجوز الثّني من خفائها [2]

فقال جرير: أ لا قلت:

جرّ الفتاة طرفي ردائها

فقال. و اللّه ما أردت إلا ضعف العجوز، و قد قلت أنت أعجب من هذا، و هو قولك:

و أوثق عند المردفات عشيّة # لحاقا إذا ما جرّد السيف لا مع‌

و اللّه لئن لم يلحقن إلا عشية، ما لحقن حتى نكحن و أحبلن. و وقع الشر بينهما.

ابن أبي ربيعة و الاحوص و نصيب و كثير

و قدم عمر بن أبي ربيعة المدينة، فأقبل إليه الاحوص و نصيب، فجعلوا يتحدثون، ثم سألهما عمر عن كثيّر عزة، فقالوا: هو هاهنا قريب. قال: فلو أرسلنا اليه!قالا: هو أشد بأوا [3] من ذلك!قال: فاذهبا بنا إليه. فقاموا نحوه، فألفوه جالسا في خيمة له، فو اللّه ما قام للقرشي و لا وسع له، فجعلوا يتحدثون ساعة، فالتفت إلى عمر بن أبي ربيعة، فقال له: إنك لشاعر، لو لا أنك تشبّب بالمرأة ثم تدعها و تشبّب بنفسك!أخبرني عن قولك:

ثمّ اسبطرّت تشتدّ في أثري # تسأل أهل الطّواف عن عمر [4]

و اللّه لو وصفت بهذا هرة اهلك لكان كثيرا، أ لا قلت كما قال هذا، يعني الأحوص:


[1] الألحى: جمع لحى، و هو ما ينبت عليه العارض.

[2] يقال: فلان يجر الإبل: أي يسوقها سوقا رويدا. و الخفاء: رداء تلبسه العروس على ثوبها فتخفيه به.

[3] البأو: الكبر و العظمة.

[4] اسبطرّت: أسرعت.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 217
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست