responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 183

بيت للمرقش‌

و مما عابه ابن قتيبة و ليس بعيب، قول المرقش الاصغر:

صحا قلبه عنها على أنّ ذكرها # إذا ذكرت دارت به الأرض قائما

فقال له: كيف يصحو من كانت هذه صفته. و المعنى صحيح، و إنما ذهب إلى أن حاله هذه، على ما تقدم من سوء حاله، حال صحو عنده، و مثل هذا في الشعر كثير، لأن بعض الشر أهون من بعض. و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في عمه أبي طالب: إنه أخف الناس عذابا يوم القيامة، يحذى نعلين من نار يغلي منهما دماغه!و هذا من العذاب الشديد، و إنما صار خفيفا عند ما هو أشد منه، فزعم المرقّش أنه عند نفسه صاح.

إذ تبدّل حاله أسهل مما كان فيه.

بيت لابن هانئ‌

و قد عاب الناس قول الحسن بن هانئ:

و أخفت أهل الشّرك حتى إنه # لتخافك النّطف التي لم تخلق‌

فقالوا: كيف تخافه النطف التي لم تخلق؟و مجاز هذا قريب إذا لحظ أن من خاف شيئا خافه بجوارحه و سمعه و بصره و لحمه و روحه، و النطف داخلة في هذه الجملة، فهو إذا أخاف أهل الشرك أخاف النطف التي في أصلابها.

و قال الشاعر:

أ لا ترثي # يحبّك لحمه و دمه‌

و قال المكفوف:

أحبّكم حبّا على اللّه أجره # تضمّنه الأحشاء و اللحم و الدم‌

العتابي و منصور النميري‌

و لقى العتابي منصورا النميري، فسأله عن حاله فقال: إني لمدهوش‌ [1] : و ذلك أني


[1] الدهش: ذهاب العقل من الذهل و الوله و الفزع.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 183
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست