تضوّع مسكا بطن نعمان إذ مشت # به زينب في نسوة خفرات
و لمّا رأت ركب النّميريّ أعرضت # و كنّ من ان يلقينه حذرات
دعت نسوة شمّ الرانين بدّنا # نواضر لا شعثا و لا غبرات
فأدنين لمّا قمن يحجبن دونها # حجابا من القسّيّ و الحبرات [3]
أحلّ الذي فوق السموات عرشه # أوانس بالبطحاء معتمرات
يخبّئن أطراف البنان من التّقى # و يخرجن وسط الليل معتجرات
هشام و الفرزدق
و كان الفرزدق قد عرّض بهشام بن عبد الملك في شعره، و البيت الذي عرّض به فيه قوله:
يقلّب عينا لم تكن لخليفة # مشوّهة حولاء جمّا عيوبها [4]
فكتب هشام إلى خالد بن عبد اللّه القسري عامله على العراق يأمره بحبسه، فحبسه، حتى دخل جرير على هشام فقال: يا أمير المؤمنين، انك تريد أن تبسط يدك على بادي مضر و حاضرها، فأطلق لها شاعرها و سيدها الفرزدق. فقال له هشام: أ و ما يسرك ما أخزاه اللّه؟قال: ما أريد ان يخزيه اللّه إلا على يدي!فأمر باطلاقه.
[1] السرب: الفريق من الطير و الحيوان. و يقال سرب من النساء على التشبيه بسرب الظباء.
[2] فخّ: موضع بينه و بين مكة و المدينة ثلاثة أميال.
[3] القسيّ: نسبة الى القس: مدينة على ساحل البحر قريبا من تنيس.