responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 167

الزبرقان: و اللّه يا أمير المؤمنين، ما هجيت ببيت قط أشدّ عليّ منه!فبعث إلى حسان ابن ثابت و قال: انظر إن كان هجاه. فقال: ما هجاه، و لكن سلح عليه!-و لم يكن عمر يجهل موضع الهجاء في هذا البيت، و لكنه كره أن يتعرّض لشأنه، فبعث إلى شاعر مثله-و أمر بالحطيئة إلى الحبس، و قال: يا خبيث، لأشغلنّك عن أعراض المسلمين. فكتب إليه من الحبس يقول:

ما ذا تقول لأفراخ بذي مرخ # زغب الحواصل لا ماء و لا شجر [1]

ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة # فاغفر عليك سلام اللّه يا عمر

أنت الإمام الذي من بعد صاحبه # ألقت إليك مقاليد النّهى البشر

ما آثروك بها إذ قدّموك لها # لكن لأنفسهم قد كانت الإثر [2]

فأمر بإطلاقه و أخذ عليه ألاّ يهجو رجلا مسلما.

عمر و النجاشي و رهط ابن مقبل:

و لما هجا النجاشيّ رهط تميم بن مقبل، استعدوا عليه عمر بن الخطاب، و قالوا: يا أمير المؤمنين، إنه هجانا!قال: و ما قال فيكم؟قالوا: قال:

إذا اللّه عادى أهل لؤم ورقة # فعادى بني عجلان رهط ابن مقبل‌

قال عمر: هذا رجل دعا، فإن كان مظلوما استجيب له، و إن لم يكن مظلوما لم يستجب له.

قالوا: فإنه قد قال بعد هذا:

قبيلته لا يخفرون بذمّة # و لا يظلمون الناس حبّة خردل‌ [3]

قال عمر: ليت آل الخطاب مثل هؤلاء. قالوا: فإنه يقول بعد هذا:


[1] ذو مرخ: واد بين فدك و الوابشية.

[2] الإثر: الخيرة و الاستئثار.

[3] حبة الخردل: يضرب بها المثل في الصغر، و الخردل: نبات عشبي تستعمل بزوره في الطب.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست