responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 166

قدمت النعل، فلما وضع قدمه فيها جعل الخادم يسوّي عقب النعل في رجله، فقال:

ارفق ويحك، حسبك قد عقرتني! قال الفضل: للّه درّ العجم ما أحكم صنعتهم، لو كانت سنديّة ما احتجت إلى هذه الكلفة!قال: هذه نعلي و نعل آبائي رحمة اللّه عليهم، و تلك نعلك و نعل آبائك، لا تزال تعارضني في الشي‌ء و لا أدعك بغير جواب يمضّك‌ [1] ثم قال: يا غلام، عليّ بصالح الخادم. فقال: يؤمر له بتعجيل ثلاثين ألف درهم في ليلته هذه.

قال الفضل: لو لا أنه مجلس أمير المؤمنين و لا يأمر فيه أحد غيره، لدعوت له بمثل ما أمر به أمير المؤمنين، فدعا له بمثل ما أمر إلا ألف درهم و يصبح من غد فيلقى الخازن إن شاء اللّه.

قال الأصمعي: فما صليت الظهر إلا و في منزلي تسعة و خمسون ألف درهم.

و قال دعبل بن علي الخزاعي:

يموت ردي‌ء الشّعر من قبل أهله # و جيّده يبقى و إن مات قائله‌

و قال أيضا:

إني إذا قلت بيتا مات قائله # و من يقال له، و البيت لم يمت‌

باب من استعدى عليه من الشعراء

عمر بن الخطاب بين الحطيئة و الزبرقان:

لما هجا الحطيئة الزبرقان بن بدر بالشعر الذي يقول فيه:

دع المكارم لا ترحل لبغيتها # و اقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي‌

استعدى عليه‌ [2] عمر بن الخطاب، و أنشده البيت، فقال: ما أرى به بأسا!قال


[1] يمضّ: يؤلم.

[2] استعدى عليه: استنصر عليه.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست