responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 159

و كذلك كان الأصمعي. و قيل للأصمعي: ما يمنعك من قول الشعر؟قال: نظري لجيّده.

و قيل للخليل: ما لك لا تقول الشعر؟قال: الذي أريده لا أجده، و الذي أجده لا أريده.

و قل لآخر: مالك تروي الشعر و لا تقوله؟قال: لأني كالمسنّ: أشحذ و لا أقطع.

و قال الحسن بن هانئ: رويت أربعة آلاف شعر، و قلت أربعة آلاف شعر، فما رزأت‌ [1] لشاعر شيئا.

الرشيد و الأصمعي:

القاسم بن محمد السّلاميّ قال: حدثنا أحمد بن بشر الأطروش قال: حدثني يحيى بن سعيد قال: أخبرني الأصمعي قال: تصرفت بي الأسباب‌ [2] إلى باب الرشيد مؤملا للظفر، بما كان في الهمة دفينا، أترقب به طالع سعد، فاتصل بي ذلك إلى أن صرت للحرس مؤانسا بما استملت به مودّتهم، فكنت كالضيف عند أهل المبرّة، فطرفهم متوجهة باتحافي، و طاولتني الغايات بما كدت به أن أصير إلى ملالة، غير أني لم أزل محييا للأمل بمذاكرته عند اعتراض الفترة، و قلت في ذلك:

و أيّ فتى أعير ثبات قلب # و ساع ما تضيق به المعاني

تجاذبه المواهب عن إباء # ألا بل لا تواتيه الأماني

فربّ معرّس لليأس أجلى # عن الدّرك الحميد لدى الرّهان‌ [3]

و أيّ فتى أناف على سمو # من الهمّات ملتهب الجنان

بغير توسّع في الصدر ماض # على العزمات و العضب اليماني‌ [4]

فلم نبعد أن خرج علينا خادم في ليلة نثرت السعادة و التوفيق فيها الأرق بين


[1] رزأت: نقصت.

[2] الأسباب: الحيل، و الطرق.

[3] المعرّس: الذي لزم القتال و لم يبرحه.

[4] العضب: السيف القاطع أو اللسان الحاد.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست