responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 157

أر حلقة أعظم من حلقة [1] يونس النحوي، فجلست إليه، فقلت له: إني مدحت المهدي بشعر، و أردت ألا أرفعه حتى أعرضه على بصرائكم، و إني تصفحت الحلق فلم أر حلقة أحفل من حلقتك، فإن رأيت أن تسمعه مني فافعل. فقال: يا ابن أخي، إن هاهنا خلفا، و لا يمكن أحدنا أن يسمع شعرا حتى يحضر، فإذا حضر فأسمعه.

فجلست حتى أقبل خلف الأحمر، فلما جلس جلست إليه، ثم قلت له ما قلت ليونس، فقال: أنشد يا بن أخي، فأنشدته حتى أتيت على آخره فقال لي: أنت و اللّه كأعشى بكر، بل أنت أشعر منه حيث يقول:

رحلت سميّة غدوة أجمالها # غضبى عليك فما تقول بدا لها

و كان خلف مع روايته و حفظه يقول الشعر فيحسن و ينحله‌ [2] الشعراء. و يقال إن الشعر المنسوب إلى ابن أخت تأبط شرّا، و هو:

إنّ بالشعب الذي دون سلع # لقتيلا دمه ما يطلّ‌ [3]

لخلف الأحمر، و إنما ينحله إياه.

و كذلك كان يفعل حماد الراوية: يخلط الشعر القديم بأبيات له.

قال حماد: ما من شاعر إلا قد زدت في شعره أبياتا فجازت عليه، إلا الأعشى، أعشى بكر، فإني لم أزد في شعره قط غير بيت فأفسدت عليه الشعر. قيل له: و ما البيت الذي أدخلته في شعر الأعشى؟فقال:

و أنكرتني و ما كان الذي نكرت # من الحوادث إلا الشيب و الصّلعا

قال حماد الراوية: أرسل إليّ أبو مسلم ليلا، فراعني ذلك، فلبست أكفاني و مضيت، فلما دخلت عليه تركني حتى سكن جأشي‌ [4] ، ثم قال لي: ما شعر فيه


[1] الحلقة: مجلس العلم.

[2] ينحل: ينسب اليه القول و ليس بقائله‌

[3] سلع: موضع بقرب المدينة

[4] الجأش: الاضطراب من حزن أو فزع.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست