اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 6 صفحة : 144
أنت ابن مسلنطح البطاح و لم # تعطف عليك الحنيّ و الولج [1]
لو قلت للسّيل دع طريقك و المو # ج عليه كالليل يعتلج [2]
لهمّ أو كاد أو لكان له # في سائر الارض عنك منعرج
طوبى لفرعيك من هنا و هنا # طوبى لأعراقك التي تشج
قال أبو جعفر: بلغني عن هذا الرجل أنه يتأله، فكيف يقول: دع طريقك؟فبلغ ذلك، فقال: اللّه يعلم أني إنما أردت يا رب، لو قلت للسيل: دع طريقك
الحطيئة في سجن عمر
و قال الحطيئة لما حبسه عمر بن الخطاب في هجائه للزبرقان بن بدر-أبياتا يمدح فيها عمر و يستعطفه، فلما قرأها عمر عطف له و أمر بإطلاقه و عفا عما سلف منه، و الأبيات:
ما ذا تقول لأفراخ بذي مرخ # زغب الحواصل لا ماء و لا شجر [3]
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة # فاغفر عليك سلام اللّه يا عمر
أنت الإمام الذي من بعد صاحبه # ألقى إليك مقاليد النهى البشر
ما آثروك بها إذا قدّموك لها # لكن لأنفسهم كانت بها الإثر [4]
ابن دارة و ابن حاتم
و دخل ابن دارة على عدي بن حاتم صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال: إني مدحتك! قال: أمسك حتى آتيك بمالي ثم امدحني على حسبه، فإني أكره أن لا أعطيك ثمن ما تقول. لي ألف شاة، و ألف درهم، و ثلاثة أعبد، و ثلاث إماء، و فرسي هذا حبيس في سبيل اللّه، فامدحني على حسب ما أخبرتك، فقال:
تحن قلوصي في معدّ و إنما # تلاقي الربيع في ديار بني ثعل [5]