responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 138

إن يأخذ اللّه من عينيّ نورهما # ففي لساني و قلبي منهما نور

قلبي ذكيّ و عقلي غير ذي دخل # و في فمي صارم كالسيف مشهور [1]

قولهم في الغزل‌

قال رجل لمحمد بن سيرين: ما تقول في الغزل الرقيق ينشده الإنسان في المسجد؟ فسكت عنه حتى أقيمت الصلاة و تقدم إلى المحراب، فالتفت إليه فقال:

و تبرد برد رداء العرو # س في الصيف رقرقت فيه العبيرا

و نسخن ليلة لا يستطيع # نباحا بها الكلب إلا هريرا

ثم قال: اللّه أكبر.

الحجاج و أبو هريرة

و قال الحجاج: دخلت المدينة فقصدت إلى مسجد النبي صلّى اللّه عليه و سلم: فإذا بأبي هريرة قد أكبّ الناس عليه يسألونه، فقلت: هكذا!افرجوا لي عن وجهه. فأفرج لي عنه، فقلت له: إني إنما أقول هذا:

طاف الخيالان فهاجا سقما # خيال أروى و خيال تكتّما

تريك وجها ضاحكا و معصما # و ساعدا عبلا و كفّا أدرما [2]

فما تقول فيه؟قال: لقد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ينشد مثل هذا في المسجد فلا ينكره.

و دخل كعب بن زهير على النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم قبل صلاة الصبح، فمثل بين يديه و أنشده:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول # متيم إثرها لم يفد مكبول

و ما سعاد غداة البين إذ رحلوا # إلا أغن غضيض الطرف مكحول‌ [3]


[1] الدخل: الفساد و الريبة

[2] الأدرم: الذي لا حجم لعظامه.

[3] الأغن: الذي في صوته غنّه.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 138
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست