سئل الأصمعي عن شعر النابغة، فقال: إن قلت ألين من الحرير صدقت و إن قلت أشدّ من الحديد صدقت.
و سئل عن شعر الجعدي: فقال: مطرف بألف و خمار بواف [1] .
و سئل حماد الراوية عن شعر ابن أبي ربيعة، فقال: ذلك الفستق المقشر الذي لا يشبع منه.
و قالوا في عمرو بن الأهتم: كأنّ شعره حلل منشرة.
و سئل عمرو بن العلاء عن جرير و الفرزدق، فقال: هما بازيان، يصيدان ما بين الفيل و العندليب.
و قال جرير: أنا مدينة الشعر و الفرزدق نبعته.
و قال بلال بن جرير: قلت لأبي: يا أبت، إنك لم تهج قوما قط إلا وضعتهم إلا بني لجأ. قال: إني لم أجد شرفا فأضعه و لا بناء فأهدمه.
أشعر نصف بيت:
و اختلف الناس في أشعر نصف بيت قالته العرب، فقال بعضهم: قول أبي ذؤيب الهذلي:
و الدّهر ليس بمسعف من يجزع [2]
و قال بعضهم: قول حميد بن ثور الهلالي:
نوكّل بالأدنى و إن جلّ ما يمضي
و قال بعضهم: قول زميل:
و من يك رهنا للحوادث يغلق
و هذا ما لا يدرك غايته و لا يوقف على حدّ منه، و الشعر لا يفوت به أحد و لا يأتي به بديع إلا أتى ما هو أبدع منه، و للّه درّ القائل: أشعر الناس من أبدع في
[1] الوافي: درهم و أربعة دوانق. و المطرف: ثوب من خز.
[2] المسعف: الذي يقضي الحاجة.