responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 103

الفجار الآخر

و هو بين قريش و كنانة كلها و هوازن، و إنما هاجها البرّاض بقتله عروة الرّحال ابن عتبة بن جعفر بن كلاب، فأبت أن تقتل بعروة: البراض، لأن عروة سيد هوازن، و البراض خليع من بني كنانة، أرادوا أن يقتلوا به سيدا من قريش.

و هذه الحروب كانت قبل مبعث النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بست و عشرين سنة و قد شهدها النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو ابن أربع عشرة سنة مع أعمامه. و قال النبي عليه الصلاة و السلام: كنت أنبل على أعمامي يوم الفجار و أنا ابن أربع عشرة سنة يعني أنا و لهم النبل.

و كان سبب هذه الحرب أن النعمان بن المنذر ملك الحيرة كان يبعث‌[إلى‌]سوق عكاظ في كل عام لطيمة [1] في جوار رجل شريف من أشراف العرب، يجيرها له حتى تباع هناك و يشترى له بثمنها من أدم الطائف ما يحتاج إليه، و كانت سوق عكاظ تقوم في أول يوم من ذي القعدة، فيتسوّقون إلى حضور الحج، ثم يحجون، و كانت الأشهر الحرم أربعة أشهر: ذو القعدة، و ذو الحجة، و المحرم، و رجب، و عكاظ بين نخلة و الطائف، و بينها و بين الطائف نحو من عشرة أميال، و كانت العرب تجتمع فيها للتجارة و التّهيّؤ للحج، من أول ذي القعدة إلى وقت الحج، و يأمن بعضها بعضا، فجهز النعمان: عير اللطيمة، ثم قال: من يجيرها؟فقال البراض بن قيس الضّمري: أنا أجيرها على بني كنانة. فقال النعمان ما أريد إلا رجلا يجيرها على أهل نجد و تهامة. فقال عروة الرحّال، و هو يومئذ رجل هوازن: أكلب خليع يجيرها لك؟ أبيت اللعن أنا أجيرها لك على أهل الشيح‌ [2] و القيصوم‌ [3] من أهل نجد و تهامة!فقال البراض: أعلى بني كنانة تجيرها يا عروة؟قال: و على الناس كلهم!فدفعها النعمان إلى عروة، فخرج بها و تبعه البراض، و عروة لا يخشى منه شيئا، لأنه كان بين ظهراني


[1] اللطيمة: عير تحمل المسك و البزّ و غيرهما للتجارة. أو وعاء المسك.

[2] الشيح: نبات يتخذ من بعضه المكانس‌

[3] القيصوم: نبات طعمه مر و رائحته طيبة، و ورقه هدب و له نورة صفراء و هي تنهض على ساق.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست