responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 100

ذهب الرّماح بزوجها فتركنه # في صدر معتدل القناة مقوّم‌

يوم خوّ [1]

قال أبو عبيدة: أغارت بنو أسد على بني يربوع فاكتسحوا إبلهم، فأتى الصريخ الحيّ، فلم يتلاحقوا إلا مساء بموضع يقال له خوّ، و كان ذؤاب بن ربيعة الأسدي على فرس أنثى، و كان عتيبة بن الحارث بن شهاب على حصان، فجعل الحصان يستنشق ريح الأنثى في سواد الليل و يتبعها، فلم يعلم عتيبة إلا و قد أقحم فرسه على ذؤاب بن ربيعة الأسدي، و عتيبة غافل لا يبصر ما بين يديه في ظلمة الليل، و كان عتيبة قد لبس درعه و غفل عن جربّانها [2] حتى أتى الصّريخ فلم يشدّه، و رآه ذؤاب فأقبل بالرمح إلى ثغرة نحره فخر صريعا قتيلا، و لحق الربيع بن عتيبة فشد على ذؤاب فأسره و هو لا يعلم أنه قاتل أبيه، فكان عنده أسيرا حتى فاداه أبوه ربيعة بإبل معلومة قاطعه عليها، و تواعدا سوق عكاظ في الأشهر الحرم أن يأتي هذا بالإبل و يأتي هذا بالأسير، و أقبل أبو ذؤاب بالإبل، و شغل الربيع بن عتيبة فلم يحضر سوق عكاظ، فلما رأى ذلك ربيعة أبو ذؤاب لم يشك أن ذؤابا قد قتلوه بأبيهم عتيبة، فرثاه و قال:

أبلغ قبائل جعفر مخصوصة # ما إن أحاول جعفر بن كلاب

إنّ المودّة و الهوادة بيننا # حلق كسحق الرّيطة المنجاب‌ [3]

و لقد علمت على التّجلّد و الأسى # أنّ الرّزية كان يوم ذؤاب‌ [4]

إن يقتلوك فقد هتكت بيوتهم # بعتيبة بن الحرث بن شهاب

بأحبّهم فقدا إلى أعدائه # و أشدّهم فقدا على الأصحاب‌

فلما بلغهم الشعر قتلوا ذؤاب بن ربيعة.


[1] خوّ: واد لبني أسد.

[2] الجربّان: الجيب.

[3] الريطة: الرائطة: الملاءة كلها نسج واحد و قطعة واحدة.

[4] الرزية: المصيبة.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست