responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 88

المسيح عليه السّلام:

و مما أنزل اللّه على المسيح في الإنجيل: شوّقناكم فلم تشتاقوا؛ و نحنا لكم فلم تبكوا؛ يا صاحب الخمسين، ما قدّمت و ما أخّرت؟يا صاحب الستين، قد دنا حصادك!يا صاحب السبعين، هلمّ إلى الحساب.

و في بعض الكتب القديمة المنزلة: يقول اللّه عز و جل يوم القيامة: يا عبادي طالما ظمئتم، و تقلّصت في الدنيا شفاهكم، و غارت أعينكم عطشا و جوعا: فكلوا و اشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية.

و أوحى اللّه تعالى إلى نبيّ من أنبيائه: هب لي من قلبك الخشوع، و من نفسك الخضوع، و من عينيك الدّموع؛ و سلني فأنا القريب المجيب.

و في بعض الكتب: عبدي، كم أتحبّب إليك بالنعم و تتبغّض إليّ بالمعاصي؛ خيري إليك نازل، و شرّك إليّ صاعد.

و أوحى اللّه إلى نبيّ من أنبيائه: إن أردت أن تسكن غدا حظيرة القدس، فكن في الدنيا فريدا، وحيدا، طريدا، مهموما، حزينا؛ كالطير الوحدانيّ: يظل بأرض الفلاة، و يرد ماء العيون، و يأكل من أطراف الشجر؛ فاذا جنّ عليه الليل أوى وحده، و استيحاشا من الطير و استئناسا بربه.

و مما أوحى اللّه إلى موسى في التوراة: يا موسى بن عمران، يا صاحب جبل لبنان، أنت عبدي و أنا إلهك الدّيّان، لا تستذلّ الفقير، و لا تغبط الغني بشي‌ء يسير، و كن عند ذكري خاشعا، و عند تلاوة وحي طائعا؛ أسمعني لذاذة التوراة بصوت حزين.

موسى عليه السّلام:

و قال وهب بن منبّه: أوحى اللّه إلى موسى عند الشجرة: لا تعجبنّك زينة فرعون و لا ما متّع به، و لا تمدّنّ إلى ذلك عينك؛ فإنها زهرة الحياة الدنيا و زينة المترفين؛ و لو شئت أن أوتيك زينة يعلم فرعون حين ينظر إليها أن مقدرته تعجز عنها فعلت؛ ـ

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست