responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 49

توسط الأمور

من ذلك قولهم: لا تكن حلوا فتسترط، و لا مرا فتعقى. أي تلفظ. يقال: أعقى الشي‌ء، إذا اشتدّت مرارته. قال الشاعر

و لا تك آنيا حلوا فتحسى # و لا مرا فتنشب في الحلاق‌

و تقول العامة: لا تكن حلوا فتؤكل، و لا مرا فتلفظ. و توسّط الأمور أدنى إلى السلامة.

و منه قول مطرّف بن عبد اللّه بن الشخّير: الحسنة بين السيئتين. و خير الأمور أوساطها، و شرّ السير الحقحقة [1] . قوله: بين السيئتين؛ يريد بين المجاوزة و التقصير.

و منه قولهم: بين الممخّة [2] و العجفاء، يريد بين السمين و المهزول.

و منه قول علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه: خير الناس هذا النّمط الأوسط، يلحق بهم التالي و يرجع إليهم الغالي.

الإنابة بعد الإجرام‌

منه قولهم: أقصر لمّا أبصر.

و منه: أتبع السيئة الحسنة، و التائب من الذنب كمن لا ذنب له، و الندم توبة، و الاعتراف يهدم الاقتراف.

مدافعة الرجل عن نفسه‌

جاحش فلان عن خيط رقبته. و خيط الرقبة: النخاع، يقول: دافع عن دمه و مهجته.

و قالت العامة:

و أيّة نفس بعد نفسك تنفع‌


[1] الحقحقة: أرفع للسير و اتعبه للظهر.

[2] الممخّة: الشاة بدا في عظامها المخ.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست