responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 360

قول الشعوبية في مناكح العرب‌

قالت الشعوبية: إنما كانت العرب في الجاهلية ينكح بعضهم نساء بعض في غاراتهم بلا عقد نكاح و لا استبراء من طمث، فكيف يدري أحدهم من أبوه.

و قد فخر الفرزدق ببني ضبة حين يبتزّون العيال في حروبهم في سبيّة سبوها من بني عامر بن صعصعة فقال:

فظلّت و ظلّوا يركبون هبيرها # و ليس لهم إلا عواليهم ستر

و الهبير: المطمئن من الأرض؛ و إنما أراد هاهنا فرجها.

و هو القائل في بعض ما يفخر به:

و منا التّميمي الذي قام أيره # ثلاثين يوما ثم قد زادها عشرا

باب المتعصبين للعرب‌

قال أصحاب العصبية من العرب: لو لم يكن منا على المولى عتاقة و لا إحسان إلا استنقاذنا له من الكفر و إخراجنا له من دار الشرك إلى دار الإيمان كما في الأثر: إن قوما يقادون إلى حظوظهم بالسواجير. [1] كما قال: عجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل.

على أنّا تعرّضنا للقتل فيهم: فمن أعظم عليك نعمة ممن قتل نفسه لحياتك؟فاللّه أمرنا بقتالكم، و فرض علينا جهادكم و رغبنا في مكاتبتكم.

و قدّم نافع بن جبير بن مطعم رجلا من أهل الموالي يصلي به، فقالوا: له في ذلك؛ فقال: إنما أردت أن أتواضع للّه بالصلاة خلفه.

و كان نافع بن جبير هذا إذا مرّت به جنازة قال: من هذا؟فإذا قالوا قرشي؛ قال: وا قوماه!و إذا قالوا: عربي؛ قال: وا بلدتاه!و إذا قالوا: مولى؛ قال: هو مال


[1] السواجير: جمع ساجور، و هي القلادة توضع في عنق الكلب.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 360
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست