responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 263

هل رأيت حزنا يحتج به، أو غفلة ينبّه عليها؟قال: يا أمير المؤمنين، لو أن رجلا ترك تعزية رجل لعلمه و انتباهه لكنته، و لكن اللّه قضى أن الذكرى تنفع المؤمنين.

عمر بن عبد العزيز في وفاة أخته:

و توفيت أخت لعمر بن عبد العزيز، فلما فرغ من دفنها دنا إليه رجل فعزاه، فلم يردّ عليه شيئا؛ ثم دنا إليه آخر فعزاه فلم يرد عليه شيئا، فلما رأى الناس ذلك أمسكوا عنه و مشوا معه؛ فلما بلغ الباب أقبل على الناس بوجهه و قال: أدركت الناس و هم لا يعزون بامرأة إلا أن تكون أمّا، انقلبوا رحمكم اللّه.

لبعض الشعراء في التعزية:

وجد في حائط من حيطان تبّع مكتوبا:

اصبر لدهر نال منـ # ك فهكذا مضت الدّهور

فرح و حزن مرّة # لا الحزن دام و لا السّرور

و هذا نظير قول العتابي:

و قائلة لمّا رأتني مسهّدا # كأنّ الحشا مني تلذعه الجمر

أباطن داء أم جوى بك قاتل # فقلت الذي بي ما يقوم له صبر

تفرق ألاّف و موت أحبّة # و فقد ذوي الأفضال قالت كذا الدهر

كتب محمد بن عبد اللّه بن طاهر إلى المتوكل يعزيه بابن له:

إني أعزّيك لا أني على ثقة # من الحياة و لكن سنّة الدّين

ليس المعزّى بباق بعد ميّته # و لا المعزّي و إن عاشا إلى حين‌

و قال أبو عيينة:

فإن أشك من ليلى بجرجان طوله # فقد كنت أشكو منه بالبصرة القصر

و قائلة ماذا نأى بك عنهم # فقلت لها: لا علم لي فسلي القدر

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 263
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست