responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 254

دهر سررت به فأعقبني # حزنا به ما عشت ألتحف

فابك الذي ولّى لمهلكه # عنك السّرور خلّف الأسف

إذ لا يردّ عليك ما أخذت # منك الحوادث دمعة تكف

قبر بمختلف الرّياح به # من لسن أبلغه بما أصف

أنسى الثّرى بمحلّه و له # قد أوحش المستأنس الألف‌ [1]

فالصّبر أحسن ما اعتصمت به # إذ ليس منه لديّ منتصف‌

لفروة الحروري في رثاء الخوارج:

و قال فروة بن نوفل الحروريّ، و كان بعض أهل الكوفة يقاتلون الخوارج و يقولون: و اللّه لنحرقنّهم و لنفعلن و لنفعلن. فقال في ذلك فروة بن نوفل، و كان من الخوارج:

ما إن نبالي إذا أرواحنا قبضت # ما ذا فعلتم بأجساد و أبشار [2]

تجري المجرّة و النّسران بينهما # و الشّمس و القمر السّاري بمقدار

لقد علمت و خير العلم أنفعه # أنّ السعيد الذي ينجو من النار

و قال يرثي قومه:

هم نصبوا الأجساد للنّبل و القنا # فلم يبق منها اليوم إلا رميمها

تظل عتاق الطير تحجل نحوهم # يعلّلن أجسادا قليلا نعيمها [3]

لطاف براها الصوم حتى كأنها # سيوف إذا ما الخيل تدمى كلومها

التعازي‌

لابن أبي بكر يعزي سليمان في ابنه:

قال عبد الرحمن بن أبي بكر لسليمان بن عبد الملك يعزيه في ابنه أيوب، و كان وليّ


[1] الألف: المألوف.

[2] الأبشار: مفرده البشر.

[3] يعللن، أي يستخرجن ما فيها من بقية لحم.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست