لأمية:
و أحكم بيت قالته العرب في وصف الموت، بيت أمية بن أبي الصلت حيث يقول:
يوشك من فرّ من منيّته # في بعض غرّاته يوافقها
من لم يمت عبطة يمت هرما # للموت كاس و المرء ذائقها [1]
لأصبغ في عابد:
و قال أصبغ بن الفرج، كان بنجران عابد يصيح في كل يوم صيحتين بهذين البيتين:
منع البقاء مطالع الشمس # و غدوّها من حيث لا تمسي
و طلوعها حمراء قانية # و غروبها صفراء كالورس [2]
اليوم يخبر ما يجيء به # و مضى بفصل قضائه أمس
و قال آخر:
زيّنت بينك جاهلا و عمرته # و لعلّ صهرك صاحب البيت
من كانت الأيام سائرة به # فكأنه قد حلّ بالموت!
و المرء مرتهن بسوف وليتني # و هلاكه في السّوف و اللّيت
للّه درّ فتى تدبّر أمره # فغدا و راح مبادر الموت
و قال صريع الغواني:
كم رأينا من أناس هلكوا # قد بكوا أحبابهم ثم بكوا
تركوا الدّنيا لمن بعدهم # ودّهم لو قدّموا ما تركوا
كم رأينا من ملوك سوقة # و رأينا سوقة قد ملكوا
و قال الصّلتان العبديّ:
[1] مات عبطة: مات شابا سليما لم تصبه علة.
[2] الورس: نبت يستعمل لتلوين الملابس الحريرية، لاحتوائه على مادة حمراء.