responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 134

النبي صلّى اللّه عليه و سلم و عائشة:

و قدّمت عائشة رضي اللّه عنها إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم صحفة [1] فيها خبز شعير و قطعة من كرش، و قالت: يا رسول اللّه، ذبحنا اليوم شاة فما أمسكنا منها غير هذا. فقال: «بل كلّها أمسكتم غير هذا» .

العجز عن العمل‌

مؤرق و شاك:

قال رجل لمؤرّق العجلي: أشكو إليك نفسي؛ إنها لا تريد الصلاة، و لا تستطيع الصبر على الصيام. قال: بئس الثناء[ما]أثنيت على نفسك، فإذا ضعفت عن الخير، فاضعف عن الشر؛ فإن الشاعر قال:

احزن على أنك لا تحزن # و لا تسي‌ء إن كنت لا تحسن

و اضعف عن الشرّ كما تدّعي # ضعفا عن الخير و قد يمكن‌

و قال بكر بن عبد اللّه: اجتهدوا في العمل، فإن قصّر بكم ضعف فأمسكوا عن المعاصي.

و قال الحسن رحمه اللّه: من كان قويا فليعتمد على قوّته في طاعة اللّه؛ و إن كان ضعيفا فليكفّ عن معاصي اللّه.

و قال عليّ: لا تكن كمن يعجز عن شكر ما أوتي، فيبتغي الزيادة فيما بقي؛ و ينهى الناس و لا ينتهي.

و كان الحسن إذا وعظ يقول: يا لها موعظة لو صادفت من القلوب حياة!أسمع حسيسا [2] و لا أرى أنيسا، ما لهم تفاقدوا عقولهم؟فراش نار و ذباب طمع.

و كان ابن السماك إذا فرغ من موعظته يقول: ألسنة تصف، و قلوب تعرف، و أعمال تخالف.


[1] صحفة: إناء من آنية الطعام.

[2] حسّ الشي‌ء حسيسا: أدركه باحدى حواسه.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست