responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 130

قولهم في التوبة

للمسيح عليه السّلام:

مر المسيح بن مريم عليه السّلام بقوم من بني إسرائيل يبكون، فقال لهم: ما يبكيكم؟قالوا: نبكي لذنوبنا!قال: اتركوها تغفر لكم.

و قال علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه: عجبا لمن يهلك و معه النجاة؛ قيل له:

و ما هي؟قال: التوبة و الاستغفار.

فتى من بني إسرائيل:

و قالوا: كان شاب من بني إسرائيل قد عبد اللّه عشرين حجة، ثم عصاه عشرين حجّة؛ فبينما هو في بيته يتراءى في مرآته، نظر إلى الشيب في لحيته، فساءه ذلك؛ فقال: إلهي، أطعتك عشرين سنة و عصيتك عشرين سنة؛ فإن رجعت إليك تقبلني؟ فسمع صوتا من زاوية البيت، و لم ير شخصا: أحببتنا فأحببناك، و تركتنا فتركناك، و عصيتنا فأمهلناك، و إن رجعت إلينا قبلناك.

ابن العلاء في عابد:

عبد اللّه بن العلاء قال: خرجنا حجّاجا من المدينة، فلما كنا بالحليفة نزلنا، فوقف علينا رجل عليه أثواب رثّة له منظر و هيئة، فقال: من يبغي خادما؟من يبغي ساقيا؟ من يملأ قربة أو إداوة؟فقلنا: دونك هذه القرب فاملأها. فأخذها و انطلق، فلم يلبث إلا يسيرا حتى أقبل امتلأت أثوابه طينا، فوضعها و هو كالمسرور الضاحك، ثم قال: لكم غير هذا؟قلنا: لا. و أطعمناه قارصا حاذرا [1] ، فأخذه و حمد اللّه و شكره، ثم اعتزل و قعد يأكل أكل جائع، فادركتني عليه الرقة، فقمت إليه بطعام طيب كثير؛ و قلت: قد علمت أنه لم يقع منك القرص موقعا، فدونك هذا الطعام فكله. فنظر في


[1] القارص الحاذر: اللبن الحامض.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست