اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 3 صفحة : 128
و قال محمود الوراق:
يا غافلا ترنو بعيني راقد # و مشاهدا للأمر غير مشاهد [1]
تصل الذّنوب إلى الذّنوب و ترتجي # درك الجنان بها و فوز العابد [2]
و نسيت أنّ اللّه أخرج آدما # منها إلى الدّنيا بذنب واحد
و قال نابغة بني شيبان:
إنّ من يركب الفواحش سرّا # حين يخلو بسرّه غير خال
كيف يخلو و عنده كاتباه # شاهداه و ربّه ذو الجلال
قولهم في الرجاء
قال العلماء: لا تشهد على أحد من أهل القبلة بجنة و لا نار؛ يرجى للمحسن و يخاف عليه، و يخاف على المسيء و يرجى له.
في الأثر:
و في الحديث المرفوع. «إن اللّه يغفر و لا يعيّر، و الناس يعيّرون و لا يغفرون» .
و في حديث آخر: «لا تكفّروا أهل الذنوب» .
فتى توفي في عهد الرسول صلّى اللّه عليه و سلم:
و توفي رجل في عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و كان مسرفا على نفسه فرفع رأسه، و هو يجود بنفسه، فإذا أبواه يبكيان عند رأسه، فقال: ما يبكيكما؟قال: نبكي لإسرافك على نفسك [3] !قال: لا تبكيا: فو اللّه ما يسرني أن الذي بيد اللّه من أمري بأيديكما.
ثم مات. فأتى جبريل عليه الصلاة و السلام النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فأخبره أن فتى توفى اليوم فاشهده فإنه من أهل الجنة، فسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أبويه عن عمله، فقالا: ما عملنا