responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 121

كبيت له بابان، دخلت من أحدهما و خرجت من الآخر.

و قال لقمان لابنه: إن الدنيا بحر عريض، قد هلك فيه الأولون و الآخرون، فإن استطعت أن تجعل سفينتك تقوى اللّه، و عدّتك التوكل على اللّه، و زادك العمل الصالح. فإن نجوت فبرحمة اللّه، و إن هلكت فبذنوبك.

و قال ابن الحنفية: من كرمت عليه نفسه هانت عليه الدنيا.

و قال: إن الملوك خلّوا لكم الحكمة فخلّوا لهم الدنيا.

و قيل لمحمد بن واسع: إنك لترضى بالدّون‌ [1] . قال: إنما رضي بالدون من رضي بالدنيا.

و قال المسيح عليه الصلاة و السّلام للحواريين: أنا الذي كفأت‌ [2] الدنيا على وجهها، فليس لي زوجة تموت، و لا بيت يخرب.

لابن عبيد:

شكا رجل إلى يونس بن عبيد وجعا يجده، فقال له: يا عبد اللّه، هذه دار لا توافقك فالتمس لك دارا توافقك.

الراهب:

لقي رجل راهبا فقال: يا راهب، صف لنا الدنيا. فقال: الدنيا تخلق الأبدان، و تجدد الآمال، و تباعد الأمنيّة، و تقرّب المنية. قال: فما حال أهلها؟قال: من ظفر بها تعب، و من فاتته نصب‌ [3] . قال. فما الغنى عنها؟قال: قطع الرجاء منها. قال:

فأين المخرج؟قال: في سلوك المنهج. قال: و ما ذاك؟قال: يذل المجهود، و الرضا بالموجود.


[1] الدّون: القليل.

[2] كفأت: يقال كفأ الإناء أي ما له و قلبه ليصب ما فيه.

[3] نصب: أعيا و تعب.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست