responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 59

دعوت الّذي ناداه يونس بعد ما # ثوى في ثلاث مظلمات ففرّجا

فأصبحت تحت الأرض قد سرت ليلة # و ما سار سار مثلها حين أدلجا [1]

خرجت و لم تمنن عليك شفاعة # سوى حثّك التّقريب من آل أعوجا

و دخل الناس على ابن هبيرة بعد ما أمّنه هشام بن عبد الملك يهنئونه و يحمدون له رأيه، فقال متمثلا:

من يلق خيرا يحمد الناس أمره # و من يغو لا يعدم على الغيّ لائما

ثم قال لهم: ما كان قولكم لو عرض لي أو أدركت في طريقي؟ و مثل هذا قول القطامي:

و النّاس من يلق خيرا قائلون له # ما يشتهي و لأمّ المخطئ الهبل‌ [2]

لخصي مسلمة عن خلاص ابن هبيرة:

عبد اللّه بن سوّار قال: قال لي الربيع الحاجب: أ تحب أن تسمع حديث ابن هبيرة مع مسلمة؟قلت: نعم. قال: فأرسل لخصيّ كان لمسلمة يقوم على وضوئه فجاءه.

فقال: حدّثنا حديث ابن هبيرة مع مسلمة. قال: كان مسلمة بن عبد الملك يقوم من الليل فيتوضّأ و يتنفّل حتى يصبح، فدخل على أمير المؤمنين؛ فإني لأصبّ الماء على يديه من آخر الليل و هو يتوضأ؛ إذ صاح صائح من وراء الرّواق: أنا باللّه و بالأمير.

فقال مسلمة: صوت ابن هبيرة!اخرج إليه. فخرجت إليه و رجعت فأخبرته. فقال:

أدخله. فدخل فإذا رجل يميد نعاسا، فقال: أنا باللّه و بالأمير. قال: أنا باللّه و أنت باللّه. ثم قال: أنا باللّه و بالأمير. قال: أنا باللّه و أنت باللّه. حتى قالها ثلاثا ثم قال: أنا باللّه. فسكت عنه ثم قال لي: انطلق به فوضّئه و ليصلّ، ثم اعرض عليه أحبّ الطعام إليه فأته به، و افرش له في تلك الصّفّة-لصفّة بين يدي بيوت النساء-و لا توقظه حتى يقوم متى قام. فانطلقت به فتوضأ و صلّى، و عرضت عليه الطعام فقال: شربة


[1] الإدلاج: الظلمة.

[2] الهبل: الثكل.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست