responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 47

الأسير: بأبي أنت و أمي، أشهد أن لقيس الرّقيات منها خمسين ألفا. قال: و لم؟قال:

لقوله فيك:

إنّما مصعب شهاب من اللّه # تجلّت عن وجهه الظّلماء

ملكه ملك رحمة ليس فيه # جبروت يخشى و لا كبرياء

يتّقي اللّه في الأمور و قد أف # صلح من همه الاتّقاء

فضحك مصعب و قال: أرى فيك موضعا للصنيعة. و أمر بلزومه و أحسن إليه؛ فلم يزل معه حتى قتل.

عبد الملك و رجل أمر بقتله:

أمر عبد الملك بقتل رجل، فقال: يا أمير المؤمنين، إنك أعزّ ما تكون أحوج ما تكون إلى اللّه. فعفا عنه.

الحجاج و أسرى من الخوارج:

أتي الحجاج بأسرى من الخوارج، فأمر بضرب أعناقهم فقدم فيهم شاب فقال:

و اللّه يا حجاج لئن كنا أسأنا في الذنب فما أحسنت في العفو. فقال: أفّ لهذه الجيف.

ما كان فيهم من يقول مثل هذا؟و أمسك عن القتل.

و أتي الحجاج بأسرى، فأمر بقتلهم، فقال له رجل منهم: لا جزاك اللّه يا حجاج عن السّنّة خيرا؛ فإن اللّه تعالى يقول: فَإِذََا لَقِيتُمُ اَلَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ اَلرِّقََابِ حَتََّى إِذََا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا اَلْوَثََاقَ فَإِمََّا مَنًّا بَعْدُ وَ إِمََّا فِدََاءً [1] . فهذا قول اللّه في كتابه.

و قد قال شاعركم فيما وصف به قومه من مكارم الأخلاق:

و ما نقتل الأسرى و لكن نفكّهم # إذا أثقل الأعناق حمل القلائد

فقال الحجاج: ويحكم !أ عجزتم أن تخبروني بما أخبرني هذا المنافق؟و أمسك عمن بقي.


[1] سورة محمد الآية 4.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست