responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 45

بقتله، فلما عرض عليه السيف قال: لو أمرت لي يا أمير المؤمنين بشربة من ماء، فهو خير من قتلي على الظمأ. فأمر له بها؛ فلما صار الإناء بيده قال: أنا آمن حتى أشرب؟ قال: نعم. فألقى الإناء من يده و قال: الوفاء يا أمير المؤمنين نور أبلج. قال: لك التوقّف حتى أنظر في أمرك، ارفعا عنه السيف. فلما رفع عنه قال: الآن أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، و أنّ محمدا عبده و رسوله. فقال له عمر: ويحك! أسلمت خير إسلام، فما أخّرك؟قال: خشيت يا أمير المؤمنين أن يقال إن إسلامي إنما كان جزعا من الموت. فقال عمر: إن لفارس حلوما بها استحقّت ما كانت فيه من الملك. ثم كان عمر يشاوره بعد ذلك في إخراج الجيوش إلى أرض فارس و يعمل برأيه.

الحجاج و بعض من أسر مع ابن الأشعث:

لما أتي الحجاج بالأسرى الذين خرجوا مع ابن الأشعث، أمر بقتلهم؛ فقال رجل أصلح اللّه الأمير، إن لي حرمة. قال: و ما هي؟قال: ذكرت في عسكر ابن الأشعث فشتمت في أبويك، فعرضت دونهما؛ فقلت: لا و اللّه ما في نسبه مطعن، فقولوا فيه و دعوا نسبه. قال و من يعلم ما ذكرت؟[قال‌]فالتفتّ إلى أقرب الأسرى إليّ فقلت: هذا يعلمه. قال له الحجاج: ما تقول فيما يقول؟قال: صدق-أصلح اللّه الأمير-و برّ. قال: خليا عن هذا لنصرته، و عن هذا لحفظ شهادته.

روح بن حاتم و بعض المتلصصين:

عمرو بن بحر الجاحظ قال: أتي روح بن حاتم برجل كان متلصّصا في طريق الرّقاق، فأمر بقتله؛ فقال: أصلح اللّه الأمير، لي عندك يد بيضاء. قال: و ما هي؟ قال: إنك جئت يوما إلى مجمع موالينا بني نهشل و المجلس محتفل، فلم يتحفّز لك أحد فقمت من مكاني حتى جلست فيه، و لو لا محض كرمك، و شرف قدرك.

و نباهة أوّليّتك، ما ذكّرتك هذه عند مثل هذا. قال ابن حاتم: صدق، و أمر بإطلاقه و ولاه تلك الناحية و ضمّنه إياها.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست