responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 36

لا جنّة [1] له إلا الابتهال إلى اللّه. إن الظلم مصرعه و خيم، فلا يغترّ بإبطاء الغياث من ناصر متى شاء أن يجيب أجاب، و قد أملى لقوم ليزدادوا إثما. فأمر أسد بالكفّ عنه.

المأمون و رجل من خاصته:

عتب المأمون على رجل من خاصّته، فقال: يا أمير المؤمنين، إن قديم الحرمة، و حديث التّوبة يمحوان ما بينهما من الإساءة. فقال: صدقت. و رضي عنه.

ملك من ملوك فارس و صاحب مطبخه:

و كان ملك من ملوك فارس عظيم المملكة شديد النّقمة، و كان له صاحب مطبخ، فلما قرّب إليه طعامه صاحب المطبخ سقطت نقطة من الطعام على يديه، فزوى لها الملك وجهه؛ و علم صاحب المطبخ أنه قاتله، فكفأ الصحفة على يديه. فقال الملك: عليّ به، فلما أتاه قال له: قد علمت أن سقوط النقطة أخطأت بها يدك، فما عذرك في الثانية؟قال: استحييت للملك أن يقتل مثلي في سني و قديم حرمتي في نقطة، فأردت أن أعظم ذنبي ليحسن به قتلي، فقال له الملك: لئن كان لطف الاعتذار ينجيك من القتل ما هو بمنجيك من العقوبة، اجلدوه مائة جلدة و خلّوه.

المأمون و محمد بن عبد الملك:

الشيباني قال: دخل محمد بن عبد الملك بن صالح على المأمون حين قبض ضياعهم، فقال: يا أمير المؤمنين، محمد بن عبد الملك بين يديك، ربيب دولتك، و سليل نعمتك؛ و غصن من أغصان دوحتك؛ أ تأذن في الكلام؟قال: نعم قال: نستمنح اللّه حياطة ديننا و دنيانا، و رعاية أدنانا و أقصانا ببقائك؛ و نسأله أن يزيد في عمرك من أعمارنا، و في أثرك من آثارنا، و يقيك الأذى بأسماعنا و أبصارنا. هذا مقام العائذ بفضلك، الهارب إلى كنفك و ظلّك، الفقير إلى رحمتك و عدلك. ثم تكلم في حاجته، فقضاها.


[1] الجنّة: الدرع و الحامي.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست