responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 299

خاطب لبائع سنانير:

و خطب رجل لرجل إلى قوم، فسألوه: ما حرفته؟فقال: نخاس الدواب.

فزوّجوه، فلما كشف عنه وجدوه يبيع السنانير؛ فلما عنّفوه في ذلك قال: أو السّنانير دوابّ؟ما كذبتكم في شي‌ء.

و دخل معلّى الطائي على ابن السّريّ يعوده في مرضه. فأنشده شعرا يقول فيه:

فأقسم إن منّ الإله بصحّة # و نال السّريّ بن السّريّ شفاء [1]

لأرتحلنّ العيس شهرا بحجّة # و أعتق شكرا سالما و صفاء [2]

فلما خرج من عنده قال له أصحابه: و اللّه ما نعلم عبدك سالما، و لا عبدك صفاء، فمن أردت أن تعتق؟قال: هما هرّتان عندي، و الحجّ فريضة واجبة، فما عليّ في قولي شي‌ء إن شاء اللّه تعالى.

باب في الكناية و التعريض في طريق الدعابة

سئل ابن سيرين عن رجل، فقال: توفيّ البارحة. فلما رأى جزع السائل قال:

اَللََّهُ يَتَوَفَّى اَلْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهََا وَ اَلَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنََامِهََا [3] و إنما أردت بالوفاة النوم.

و مرض زياد، فدخل عليه شريح القاضي يعوده، فلما خرج بعث إليه مسروق بن الأجدع يسأله: كيف تركت الأمير؟قال: تركته يأمر و ينهى. فقال مسروق: إن شريحا صاحب تعريض، فاسألوه. فسألوه. قال: تركته يأمر بالوصية، و ينهى عن البكاء.

و كان سنان بن مكمّل النّميري يساير عمر بن هبيرة الفزاري يوما على بغلة فقال له ابن هبيرة: غضّ من عنان بغلتك. فقال: إنها مكتوبة، أصلح اللّه الأمير. أراد


[1] السريّ: السيد.

[2] العيس: النوق، و أعتق: أحرر.

[3] سورة الزمر الآية 42.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست