اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 2 صفحة : 296
يعقّلهنّ جعد شيظميّ # و بئس معقّل الذّود الظّؤار [1]
فكنى بالقلائص عن النساء، و عرّض برجل يقال له جعدة. فسأل عنه عمر فدلّ عليه، فجزّ شعره و نفاه عن المدينة.
و سمع عمر بن الخطاب امرأة في الطواف تقول:
فمنهنّ من تسقى بعذب مبرّد # نقاخ فتلكم عند ذلك قرّت [2]
و منهنّ من تسقى بأخضر آجن # أجاج و لو لا خشية اللّه فرّت
ففهم شكواها، فبعث إلى زوجها فوجده متغيّر الفم، فخيّره بين خمسمائة درهم و طلاقها. فاختار الدراهم، فأعطاه و طلّقها.
و دخل على زياد رجل من أشراف البصرة، فقال. أين مسكنك من البصرة؟قال:
في وسطها قال له: كم لك من الولد؟قال: تسعة. فلما خرج من عنده قيل له: إنه ليس كذلك في كل ما سألته، و ليس له من الولد إلا واحد، و هو ساكن في طرف البصرة. فلما عاد إليه سأله زياد عن ذلك، فقال له: ما كذبتك. لي تسعة من الولد، قدّمت منهم ثمانية فهم لي، و بقي معي واحد، فلا أدري أ لي يكون أم عليّ؛ و منزلي بين المدينة و الجبّانة؛ فأنا بين الأحياء و الأموات، فمنزلي في وسط البصرة. قال:
صدقت.
الكناية يورّى بها عن الكذب و الكفر
لما هزم الحجاج عبد الرحمن بن الأشعث و قتل أصحابه و أسر بعضهم، كتب إليه عبد الملك بن مروان أن يعرض الأسرى على السيف، فمن أقرّ منهم بالكفر خلّى سبيله، و من أبي يقتله. فأتي منهم بعامر الشّعبي، و مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير،
[1] الشيظمي: الفتيّ من الإبل. و الذود: من ثلاثة إلى عشرة و قيل غير ذلك و الظؤار: جمع ظئر، و هي الموضعة العاطفة على غير ولدها.