responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 248

أو كسبعين وافدا مع موسى # عاينوا هائلا من الأهوال

حين راموا من خبثهم رؤية اللّه # و أنّى برؤية المتعالي

فرماهم بصعقة أحرقتهم # ثم أحياهم شديد المحال‌ [1]

المأمون و رجل من الحسبانية:

دخل رجل من الحسبانية على المأمون، فقال: لثمامة بن أشرس: كلّمه، فقال له:

ما تقول؟و ما مذهبك؟فقال: أقول إن الأشياء كلها على التوهّم و الحسبان، و إنما يدرك منها الناس على قدر عقولهم، و لا حقّ في الحقيقة. فقام إليه ثمامة فلطمه لطمة سوّدت وجهه. فقال: يا أمير المؤمنين، يفعل بي مثل هذا في مجلسك؟فقال له ثمامة:

و ما فعلت بك؟قال: لطمتني، قال: و لعل إنما دهنتك بالبان. ثم أنشأ يقول:

و لعلّ آدم أمّنا # و الأبّ حوّاء في الحساب

و لعلّ ما أبصرت من # بيض الطّبور هو الغراب

و عساك حين قعدت قمـ # ت و حين جئت هو الذّهاب

و عسى البنفسج زنبقا # و عسى البهار هو السّذاب‌ [2]

و عساك تأكل من خرا # ك و أنت تحسبه كباب‌

ابن عباس و رافضي:

و من حديث ابن أبي شيبة أن عبد اللّه بن شدّاد قال: قال لي عبد اللّه بن عباس:

لأخبرنك بأعجب شي‌ء: قرع اليوم عليّ الباب رجل لمّا وضعت ثيابي للظهيرة، فقلت: ما أتى به في مثل هذا الحين إلا أمر مهم، أدخلوه. فلما دخل قال: متى يبعث ذلك الرجل؟قلت: أي رجل؟قال: عليّ بن أبي طالب. قلت: لا يبعث حتى يبعث اللّه من في القبور. قال: و إنك لتقول بقول هذه الجهلة!قلت: أخرجوه عنّي لعنه اللّه.


[1] شديد المحال: اللّه سبحانه و تعالى.

[2] السّذاب: من البقول، و هو معروف.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست