responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 212

تصنع؟قال: أتعبّد. قال: فمن يعود عليك؟قال: أخي. قال: هو أعبد منك.

و نظير هذا أنّ رفقة من الأشعريّين كانوا في سفر، فلما قدموا قالوا: ما رأينا يا رسول اللّه بعدك أفضل من فلان؛ كان يصوم النهار، فإذا نزلنا قام من الليل حتى نرتحل. قال: فمن كان يمهن له و يكفله؟قالوا: كلنا. قال: كلكم أفضل منه.

و قيل للزهري: ما الزهد في الدنيا؟قال: إنه ما هو بتشعيث اللّمّة، و لا قشف الهيئة، و لكنه ظلف‌ [1] النفس عن الشهوة.

عليّ بن عاصم عن أبي إسحاق عن الشيباني قال: رأيت محمد بن الحنفية واقفا بعرفات على برذون و عليه مطرف خزّ أصفر.

السّدّيّ عن ابن جريج عن عثمان بن أبي سليمان أنّ ابن عباس كان يرتدي رداء بألف.

إسماعيل بن عبد اللّه بن جعفر عن أبيه قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عليه ثوبان مصبوغان بالزعفران: رداء و عمامة.

و قال معمر: رأيت قميص أيوب السختياني يكاد يمسّ الأرض، فسألته عن ذلك، فقال: إن الشّهرة كانت فيما مضى في تذييل القميص و إنها اليوم في تشميره.

أبو حاتم عن الأصمعي: أن ابن عون اشترى برنسا. فمرّ على معاذة العدويّة، فقالت: مثلك يلبس هذا؟فذكرت ذلك لابن سيرين، فقال: أ فلا أخبرتها أن تميما الدّاريّ اشترى حلّة بألف يصلّي فيها! قدم حمّاد بن سلمة البصرة، فجاءه فرقد السّبخيّ و عليه ثياب صوف، فقال له حماد: دع عنك نصرانيّتك هذه!فقال له: لقد رأيتنا ننظر إبراهيم فيخرج إلينا و عليه معصفرة [2] ، و نحن نرى أن الميتة قد حلّت له.


[1] ظلف النفس: كفّها و منعها.

[2] المعصفرة: ثوب مصبوغ بالعصفر و هو نبات يصبغ به.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست