responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 196

و مثله قولنا في هذا المعنى:

ساق ترنّح يشدو فوقه ساق # كأنّه لحنين الصوت مشتاق

يا ضيعة الشّعر في بله جرامقة # تشابهت منهم في اللّؤم أخلاق‌ [1]

غلّت بأعناقهم أيد مقفّعة # لا بوركت منهم أيد و أعناق‌ [2]

كأنّما بينهم في منع سائلهم # و حبس نائلهم عهد و ميثاق

كم سقتهم بأماديحي و قدتهم # نحو المعالي فما انقادوا و لا انساقوا

و إن نبا بي في ساحاتهم وطن # فالأرض واسعة و الناس أفراق

ما كنت أول ظمآن بمهمهة # يغرّه من سراب القفر رقراق

رزق من اللّه أرضاهم و أسخطني # و اللّه للأنوك المعتوه رزّاق

يا قابض الكفّ لا زالت مقبّضة # فما أناملها للناس أرزاق

و غب إذا شئت حتى لا ترى أبدا # فما لفقدك في الأحشاء إقلاق

و لا إليك سبيل الجود شارعة # و لا عليك لنور المجد إشراق‌ [3]

لم يكتنفني رجاء لا و لا أمل # إلا تكنّفه ذلّ و إملاق‌

و قال مؤمّل بن سعيد في هذا المعنى:

إنّما أزرى بقدري أنّني # لست من نابه أهل البلد

ليس منهم غير ذي مقلية # لذوي الألباب أو ذي حسد [4]

يتحامون لقائي مثل ما # يتحامون لقاء الأسد

طلعتي أثقل في أعينهم # و على أنفسهم من أحد

لو رأوني وسط بحر لم يكن # أحد يأخذ منهم بيدي‌


[1] الجرامقة: قوم من العجم، صاروا بالموصل في أوائل الاسلام.

[2] اليد المقفّعة: المتشنّجة.

[3] شارعة: مفتوحة مشرعة.

[4] المقلية: البغضاء.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست