responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 182

و قال الشاعر:

إذا الواشي بغى يوما صديقا # فلا تدع الصّديق لقول واش‌

و قال ذو الرئاستين: قبول النميمة شرّ من النميمة؛ لأن النميمة دلالة و القبول إجازة، و ليس من دلّ على شي‌ء كمن قبله و أجازه.

ذكر السّعاة عند المأمون فقال: لو لم يكن في عيبهم إلا أنهم أصدق ما يكونون أبغض ما يكونون إلى اللّه تعالى لكفاهم.

و عاتب مصعب بن الزبير الأحنف في شي‌ء، فأنكره، فقال: أخبرني الثقة. قال:

كلا، إنّ الثقة لا يبلّغ.

و قد جعل اللّه السامع شريك القائل فقال: سَمََّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكََّالُونَ لِلسُّحْتِ [1] .

و قيل: حسبك من شرّ سماعه.

و قال الشاعر:

لعمرك ما سبّ الأمير عدوّه # و لكنّما سبّ الأمير المبلّغ‌

و قال آخر:

لا تقبلنّ نميمة بلّغتها # و تحفّظنّ من الذي أنباكها

لا تنقشنّ برجل غيرك شوكة # فتقي برجلك رجل من قد شاكها [2]

إنّ الذي أنباك عنه نميمة # سيدبّ عنك بمثلها قد حاكها

و قال دعبل:

و قد قطع الواشون ما كان بيننا # و نحن إلى أن يوصل الحبل أحوج

رأوا عورة فاستقبلوها بألبهم # فلم ينههم حلم و لم يتحرّجوا [3]

و كانوا أناسا كنت آمن غيبهم # فراحوا على ما لا نحبّ فأدلجوا [4]


[1] سورة المائدة الآية 42.

[2] شاكها: أي شكّها و فعلها.

[3] ألبهم جمعهم. و لم يتحرّجوا: أي لم يجدوا حرجا في فعلهم.

[4] الإدلاج: سير الليل كلّه أو في آخره.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست