responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 170

الحسد

قال علي رضي اللّه عنه: لا راحة لحسود، و لا إخاء لملول. و لا محبّ لسيّ‌ء الخلق.

و قال الحسن: ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد: نفس دائم، و حزن لازم، و غمّ لا ينفذ.

و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: كاد الحسد يغلب القدر.

و قال معاوية: كلّ الناس أقدر أرضيهم، إلا حاسد نعمة، فإنه لا يرضيه إلا زوالها.

و قال الشاعر:

كلّ العداوة قد ترجى إماتتها # إلاّ عداوة من عاداك من حسد

و قال عبد اللّه بن مسعود: لا تعادوا نعم اللّه!قيل له و من يعادي نعم اللّه؟قال:

الذين يحسدون الناس على ما آتاهم اللّه من فضله. يقول اللّه في بعض الكتب: الحسود عدوّ نعمتي، متسخّط لقضائي، غير راض بقسمتي.

و يقال: الحسد أول ذنب عصي اللّه به في السماء، و أول ذنب عصي اللّه به في الأرض؛ فأمّا في السماء فحسد إبليس لآدم، و أمّا في الأرض فحسد قابيل هابيل.

و قال بعض أهل التفسير في قوله تعالى: رَبَّنََا أَرِنَا اَلَّذَيْنِ أَضَلاََّنََا مِنَ اَلْجِنِّ وَ اَلْإِنْسِ نَجْعَلْهُمََا تَحْتَ أَقْدََامِنََا لِيَكُونََا مِنَ اَلْأَسْفَلِينَ [1] . إنه أراد بالذي من الجن إبليس، و الذي من الإنس قابيل. و ذلك أن إبليس أول من سنّ الكفر، و قابيل أول من سنّ القتل؛ و إنما كان أصل ذلك كله الحسد.

و لأبي العتاهية:


[1] سورة فصّلت الآية 29.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست