responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 120

و هوى متّبع، و إعجاب المرء بنفسه.

و اجتمعت علماء العرب و العجم على أربع كلمات: لا تحمل على ظنّك ما لا تطيق:

و لا تعمل عملا لا ينفعك، و لا تغترّ بامرأة، و لا تثق بمال و إن كثر.

و قال الرياحيّ في خطبته بالمربد: يا بني رياح، لا تحقروا صغيرا تأخذون عنه، فإني أخذت من الثعلب روغانه‌ [1] ، و من القرد حكايته، و من السّنّور ضرعه‌ [2] ، و من الكلب نصرته، و من ابن آوى حذره؛ و لقد تعلمت من القمر سير الليل، و من الشمس ظهور الحين بعد الحين.

و قالوا: ابن آدم هو العالم الكبير الذي جمع اللّه فيه العالم كلّه، فكان فيه بسالة الليث، و صبر الحمار، و حرص الخنزير، و حذر الغرب، و روغان الثعلب، و ضرع السّنّور، و حكاية القرد، و جبن الصّفرد [3] .

و لما قتل كسري بزرجمهر وجد في منطقته مكتوبا: إذا كان الغدر في الناس طباعا فالثقة بالناس عجز، و إذا كان القدر حقّا فالحرص باطل، و إذا كان الموت راصدا فالطمأنينة حمق.

و قال أبو عمرو بن العلاء: خذ الخير من أهله. و دع الشر لأهله.

و قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: لا تنهكوا وجه الأرض فإن شحمتها في وجهها.

و قال: بع الحيوان أحسن ما يكون في عينك.

و قال: فرّقوا بين المنايا، و اجعلوا من الرأس رأسين، و لا تلبثوا بدار معجزة.

و قالوا: إذا قدمت المصيبة تركت التّعزية، و إذا قدم الإخاء سمج الثناء [4] .


[1] الروغان: المكر و الاحتيال.

[2] الضرع: الذلّة و الخضوع.

[3] الصّفرد: طائر كالعصفور من خساس الطير، يضرب به المثل في الجبن.

[4] سمج: استثقل.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست