responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 116

العقل يأمر بالعفاف و بالتّقي # و إليه يأوي الحلم حين يؤول‌ [1]

فإن استطعت فخذ بفضلك فضله # إن العقول يرى لها تفضيل‌

و لبعضهم:

إذا جمّع الآفات فالبخل شرّها # و شرّ من البخل المواعيد و المطل‌ [2]

و لا خير في عقل إذا لم يكن غنى # و لا خير في غمد إذا لم يكن نصل

و إن كان للإنسان عقل فعقله # هو النّصل و الإنسان من بعده فضل‌

و لبعضهم:

يمثل ذو العقل في نفسه # مصائبه قبل أن تنزلا

فإن نزلت بغتة لم ترعه # لما كان في نفسه مثّلا [3]

رأى الهمّ يفضي إلى آخر # فصيّر آخره أوّلا

و ذو الجهل يأمن أيّامه # و ينسى مصارع من قد خلا [4]

الحكمة

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: ما أخلص عبد العمل للّه أربعين يوما إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه.

و قال عليه الصلاة و السلام: الحكمة ضالة [5] المؤمن، يأخذها ممن سمعها و لا يبالي من أيّ وعاء خرجت.

و قال عليه الصلاة و السلام: لا تضعوا الحكمة عند غير اهلها فتظلموها، و لا تمنعوها أهلها فتظلموهم.

و قال الحكماء: لا يطلب الرجل حكمة إلا بحكمة عنده.


[1] يؤول: يرجع.

[2] المطل: عدم الوفاء بالوعد.

[3] بغتة: أمرا غير متوقّع، داهية أو مصيبة، و ترعه: تخفه.

[4] خلا: سبق و تقدّم.

[5] ضالة المؤمن.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست